فن الحفرعلى الخشب

 فن النقش او الحفر الخشبي الاسلامي  




* فن الحفر على الأخشاب:
وهذا العمل يتضمن مجموعة من الفنون الحرفية التي تقوم بها الأيدي الماهرة لتحويل الخشب إلى فنون جميلة بالحياة حيث يعتبر الحفر من أقدم الفنون التطبيقية في التاريخ بدأ به الإنسان منذ العصور القديمة، وقد قام العثمانيون بتزيين الأبنية المختلفة بالأجزاء الخشبية سيان كان حفرًا على الخشب أو نقشًا عليه أو تلوينه وذلك مثل منابر المساجد وصناديق المجوهرات وحوامل المصاحف وصناديق الملابس والخزائن أو الكراسي والأسرة والطاولات والمناضد وبعض الثريات والمسارج والزهريات وأواني المنازل وخزانات الكتب والأبواب، كما استخدم بعضهم الحفر على الخشب لتشكيل رسومات هندسية جميلة.

* الأدوات المستخدمة في الحفر:

وتشمل الأدوات اليدوية القديمة المعهودة كالمطرقة الخشبية والأزميل (المنقر) بشتى مقاساته والمثلث، والمجادح والمخاريز والمشارط والمبارد والمقاشط وأدوات التنعيم والصنافر ومحددات الحفر (الكنيش) والمساحيج (الرندات) ومقاشط الخشب (الشيزل) والمناقل والفرجار أو البيكار والمساكات (السكني) والكلبتين (الزرادية).
وتشمل الأدوات الحديثة لتوفير الوقت والجهد معًا، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة بعض العدد النصف آلية والآليات مثل ماكينة الأويما والتخبيط والرواتر وكمبيوتر أحدث الماستر وأدوات الحفر (الدريلات) والمناشير لكافة صناعة قطع الأثاث وأطقم الصالونات وغرف السفرة والمداخل (الأنترية) وبعض الأنتيكات الخشبية المحفورة والصندوق المبيت وغرف النوم، ورفوف المكتبات وإدراجها والمشربيات.

* طرز الحفر الشرقي على الخشب: 

وطرز الحفر الشرقي يطلق عليها خيوط الحفر وقد بدأت في أول الأمر غائرة ثم تطورت إلى الحفر البارز والنافر والجمع بين الاثنين.
الأسلوب القيصري كان منتشرًا في الماضي وأما في الوقت الحاضر فنستخدم الشعايل والمناغل ومنه ما هو ممتلئ والآخر مفرغ، وبينها قضبان محصورة وأشكال دائرية وبعضها بيضية أو بيضاوية، ومنها المزدوج والمنفرد، وتستعمل للصناديق القديمة، وجهاز العروس، وبراويز للصور القلاطق وطاولات الوسط للصالون وجوانب الأسرّه وإطارات المرايا.

* أنواع الحفر المجسم ولها عدة طرق:

1-الحفر البارز المسطح: وفيه يصل ارتفاع الزخارف المحفورة إلى حوالي 5ملم غالبًا في تصميم الميداليات في الحفر الإسلامي.
2-الحفر البارز: وفيه يزيد الحفر البارز للزخارف على الأرضية بمقدار 5إلى 7 سم على الحفر الروماني على الأرضية وهي متساوية وبعمق واحد.
3-الحفر البارز المجسم: وهو شبيه بالحفر البارز المشكل، وأكثر بروزًا في الأرضيات المتساوية في العمق، وارتفاع بروزه يتراوح بين 25سم وأقل واستخدام الحفر في الأماكن البعيدة عن النظر ومعظمها تتضمن الكائنات الحية.
4-الحفر المفرغ: ويشمل الحفر تشكيلات مفرغة بمنشار الأركت والمحفورة وتستخدم للبراويز الثمينة وثريات القاعات الرسمية، ويكثر في هذا الأسلوب رسوم الغزلان والخيول والأسود والسباع والأزهار والزنابق.
5-المقرنصات: وهي نوع من الزخارف طورها المسلمون ولها صور متعددة كرواسب كلسيه في الكهوف ودلايات وكذلك أعشاش النمل وخلايا النحل. وأصل المقرنص هو الكوة التي تستعمل للانتقال من المربع إلى مستوى تقام القبة عليه، وكذلك التزيينات المتدلية من السقوف والزوايا ومراكز الإضاءة وأماكن تعليق الثريات وجوانب المقاعد المريحة وأطراف الطاولات وجوانب الأسرة الوثيرة وكوي الفترينات الثابتة في الجدران.

* أهم الأخشاب المعدة للحفر:

أ-خشب الجوز ومنه الأمريكي والتركي اللذان يتميزان بجمال أليافهما وصلابتهما المرنة ويعتبران من أثمن الأخشاب، وأصلحها للحفر الدقيق، لاندماج أليافه وتراكمها وعدم قابليتها للتشليع.
ب-خشب البلوط: لونه فاتح يتميز بالقوة والمرونة، وتراكم أليافه، يتحمل التقلبات الجوية، قابل للتنعيم والصقل، مثالي للتصاميم الدقيقة والجزئية، ويكون لونه ذهبيا، وبه تجازيع حسنة المظهر. 
جـ -خشب الماهوجيني: صلب غني بالتجازيع، لونه مائل إلى الحمرة، مستقيم الألياف وأحسن الأخشاب الصلبة، ويتمدد ولا ينكمش، يمكن حفره بلطف وله قابلية التشقق. 
د- خشب الزيتون: ممتاز لأشغال الحفر، وهو ذو لون داكن، بني مخضر، ذات تفاصيل دقيقة، مناسب للاستخدام الجيد.
هـ - خشب الحور: لين ولكنه غير سهل في القطع، له تأثيره على الأثاث، يحتاج إلى الضغط يتثلم بسرعة ويتدرج في لونه من الكريمي إلى الأخضر الفاتح عند قطعه حديثًا، جيد الاستهلاك، قابل للخدش والصدمات.
و-خشب الصنوبر: أبيض فاتح اللون، كثير العقد والشروخ، لين لا يستحسن استخدامه في الحفر بكثرة أو الاستخدامات الفنية الزخرفية رغم تواجده غالبا.
ز-خشب الأبنوس: وهو أصلب الأخشاب، يميل في لونه إلى السواد ويستخدم بكثرة في أعمال التطعيم وحواف المساطر، غالي الثمن، يفضل عن الأخشاب الأخرى.
ح-خشب الزان: يجمع بين الصلابة والليونة، وهو من أكثر الأخشاب استخدامًا في الحفر والأثاث لأنه سهل التشغيل، صالح للأعمال التشكيلية مندمج الألياف ولونه يميل إلى البني الفاتح. 
ط- الخشب الموسكي: لونه فاتح خال من العقد والتشقق والالتواء، ولين واستخدامه في الحفر محدود أحيانًا. 
ي- الخشب العزيزي: لين راتنجي ويعتبر من أجود أنواع الأخشاب لحسن سمرته ومقاومته للرطوبة وجيد الاستخدام لبعض أنواع الأثاث 






* صناعة الخشب في العالم الإسلامي:


1- في مصر أخذت الأعمال الحفرية اتجاهًا متميزًا (فن الأويما) واشتهرت الأعمال في القاهرة ودمياط، وظهر بعض الماهرين أمثال الدوقي وزيدان والأتربي وحسن شعبان وأبو سمرة ووشولح والعراقي، وهناك عدة تجارب في حركة الفن التشكيلي. 
2- في سوريا: اشتهرت صناعة الموزاييك في دمشق واشتهر التطعيم بالصدف، تاريخ صناعة الموزاييك يعود إلى ستمائة عام، وهناك أماكن تشتهر بالمزاييك (عنبر وقصر خالد العظم والسباعي والقوتلي) وبعض البيوت الدمشقية. 
3- المغرب العربي: يعتبر فن النقش على الخشب من الفنون الإبداعية الراقية ومازال المغاربة يحافظون على هذه المهنة وبالأخص في الأعراس والديكورات الخفيفة وتنتشر في القصور والفنادق وجامع الحسن الثاني والأضرحة في الدار البيضاء ومكناس. 
4- في العراق: والعراقيون مشهورون بهذا الفن وفي مقدمتهم حسن العبادي وإبراهيم النقاش، وهناك أعمال رائعة في مجال النقش على الخشب، وأبرز الأعمال تجسيد واقعة كربلاء وبعض المتاحف والأضرحة، والعتبات المقدسة بالنجف. 
(الهوامش: كتاب فنون الزخرفية والحرفية، كتاب الحفر على الخشب، كتاب الموزاييك الدمشقي، كتاب فن النقش على الخشب، بحث فنون الحرف الزخرفية لعدد من الباحثين).



المصدر : 
http://akhbar-alkhaleej.com/news/article/1057688  

https://youtu.be/IFBpbjBvdVY


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطراز العباسي

فن التجليد الاسلامي

فن النسيج والسجاد الاسلامي